الجمعة، 7 يناير 2011

قراءة متأنية لحوار شيخ الأزهر00 فى العاشرة مساءا

......................................................................................................................



في اللقاء الذي تم مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب في برنامج العاشرة مساءاً يوم الثلاثاء 4/1/2011 مع الإذاعية اللامعة مني الشاذلي وقف الرجل علي نقاط هامة جداً, و كأني أقول معه "يا ليت قومي يعلمون" و كان حواراً موفقاً و هادئاً بكل المقاييس. هيا بنا نقرا الحوار كما سمعته 0 وكيف نفهم مابين سطوره 00؟

أولاً: تحدث فضيلته عن الحادث الأليم الذي حدث بالإسكندرية أمام كنيسة القديسين و نتج عنه ضحايا و مصابين أبرياء و تحدث فضيلته عن أنه عمل غير مسئول إجرامي إرهابي لا يقره شرع و لا دين و أوضح فضيلته أنه و كل المؤسسات الدينية الرسمية و غير الرسمية بل كل أبناء الوطن و المسلمين جميعاً تألموا لهذا الحادث و أنكروه.

ثانياً: أوضح فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر في هذا الحوار أنه يرفض فهم الحادث في سياق ضيق أو ركوب الموجة بهذا الصدد لتحقيق أغراض أخري و مآرب أخري لفصائل لا تريد الخير لهذا الوطن و تسعي إلي الفتنة بين الأقباط و المسلمين

ثالثاً: أوضح فضيلته أن بلادنا مستهدفة من أعدائها و أن العدو يريد تفتيت بلادنا و أوطاننا و يسعون بل يصرحون بهذا السعي أنهم يريدون تفتيت العالم العربي و أن صاحب هذه المصلحة الأولي الكيان الصهيوني إسرائيل و من يدور في فلكها وأوضح فضيلته أن المؤشرات و الخطوات التنفيذية لهذا المخطط بدأت بتفتيت العراق البلد العربي الشقيق إلي دويلات ضعيفة و قد أوشك أيضاً بمسعى حثيث علي تفتيت السودان بانفصال جنوب السودان عن شماله و هاهم يسعون لضرب الوحدة الوطنية في بلدنا العزيز مصر

رابعاً: أوضح فضيلته أنه يرفض الإرهاب بكل صوره و لكنه بين فضيلته أن علي الدول التي تسعي لمحاربة الإرهاب أن لا تنظر فقط إلي النتائج لهذا الإرهاب بل عليها أن تراجع نفسها في أسباب هذا الإرهاب المعروفة أيضاً للجميع و هي أن الدول الغربية و الصهيونية العالمية و أمريكا و غيرها هي التي ترعي الإرهاب و هي التي صنعت هذا الإرهاب بظلمها و أعتدائها علي مقدرات الشعوب بتدخلها السافر في شئون الدول و الشعوب و ظلمها في الاستيلاء علي ثروات العالم و صناعتها لكل أسلحة الدمار و تصديرها إلي بلاد العرب و المسلمين و أما هي ففي مأمن عن فتك هذه الأسلحة فلا تجد حروب و لا دماء و لا أشلاء و لا ظلم إلا في الدول العربية و الإسلامية من العراق إلي السودان إلي فلسطين و الصومال و باكستان و أفغانستان فكل أشكال القتل و الدمار و التخريب في بلاد الإسلام و العرب و كل الأسلحة و وسائل التدمير جاءت وافدة من بلاد الغرب بمسعي و تدبير و إدارة من الصهيونية العالمية و اسرائيل لأنها أي إسرائيل تريد أن تكون أقوي دولة في المنطقة و تريد تفتيت و إضعاف كل دول المنطقة عربية كانت أو إسلامية.

خامساً: ثم أشار فضيلته في الحوار إلي أن هناك من يعمل علي إضعاف الأزهر و المؤسسات الرسمية من أجل أن تنتشر الأفكار الغريبة و البعيدة عن سماحة الإسلام و عدل و رحمة الإسلام إلي فهم مغلوط للإسلام و ذلك من خلال المناهج التعليمية و التثقيفية و الإعلامية المشوهة و الضعيفة و البعيدة عن النبع الصافي و السليم والراقي لفهم الإسلام الصحيح .

و أشار فضيلته أنه يحاول و يعمل علي ارجاع دور الأزهر كمؤسسة رائدة و قوية تعمل من أجل الفهم الصحيح للإسلام لنشر السلام و الأمن للعالم أجمع و في كل بقاع الأرض و كل أبناء الإنسانية جمعاء و أنه في تواصل مع المخلصين من أبناء الوطن من مسلمين و أقباط و مفكرين و حتي اليهود المعتدلين من أجل حوار هادف و بناء للتعايش السلمي للعا لم كما جاءت بذلك تعاليم السماء و تعاليم الإسلام العظيم دين الرحمة و العدل و المساواة و الحق و الحرية.

سادساً: و رد علي بابا الفاتيكان بابا روما (بندكتس السادس عشر) بمناسبة تصريحاته علي حادث الإسكندرية الغادر الأليم قال فضيلته أنه كان يرد علي سؤال من أحد الصحفيين علي تصريحات بابا روما الذي قال منها تعليقا علي حادث الإسكندرية يجب علي المجتمع الدولي حماية أقباط الشرق و أقباط مصر فكان رد فضيلته علي هذه التصريحات أن الحادث الإرهابي أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية الكل يستنكره و يتألم له المسلمين و المسيحيين و كل أبناء مصر بل كل المسلمين و لكنه قال أن كلام و تصريحات بابا الفاتيكان في هذا الصدد تعتبر تدخلاً في شئون مصر الداخلية و تحريض غير مبرر و مرفوض من بابا روما

ثم أوضح أن بابا روما لما علم برد شيخ الأزهر هذا صرح مرة أخري – أي بابا الفاتيكان – صرح بقوله أنه لا يقصد و أن شيخ الأزهر لم يفهم مغزي كلامه و هنا كان رد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر من خلال العاشرة مساءاً كان رداً مفحماً واعياً قوياً قال فضيلة شيخ الأزهر: أن بابا روما دأب علي تلك التصريحات و حدث هذا منه عندما تحدث و عقب علي الرسومات المسيئة للرسول محمد صلي الله عليه و سلم فلما وجهت إليه الإنتقادات عاد و قال أن كلامه فهم خطأ و أنه لا يقصد هذا و أيضا في هذا الموقف حادث الإسكندرية قال البابا أنه لا يقصد ما فهم من تصريحاته و أوضح فضيلة الإمام الأكبر أن بابا روما من المفترض أنه رجل سلام و يدعو للسلام كما هي رسالة السيد المسيح عليه السلام و يجب عليه أن يدعو لنشر السلام في العالم كله و لكل الأفراد و الدول و الشعوب أما أن ينتفض فقط عندما يحدث حادث للأقباط هنا أو هناك و لا يأبه للقتل و الدمار و الدماء التي تسيل أنهاراً من المسلمين في جميع أنحاء العالم فهذا ليس فيه انصاف و لا يعبر عن مبادئ المسيح عليه السلام التي من المفترض أنه يحملها و يعمل لها بابا روما .

وبين فضيلة شيخ الأزهر الإزدواجية والمكاييل المتعددة التي تكيل بها الدول الغربية و كذلك بابا الفاتيكان فعندما زار بابا روما إسرائيل المعتدية القاتلة المحتلة للأرض و الإنسان في فلسطين فلماذا لم يزور بابا روما فلسطين و يطلع علي أحوال أهل فلسطين المشردين المطاردين و تساءل فضيلة شيخ الأزهر لماذا لم يزور بابا روما فلسطين كما زار إسرائيل ؟؟؟

سابعاً: ورداً علي سؤال حول المعاملة بين المسلمين و الأقباط والفهم المغلوط من البعض لتلك المعاملة و هذه العلاقة قال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أن هناك مفاهيم مغلوطة نتيجة اضعاف الأزهر و المؤسسات الدينية و نتيجة الجهل و ضعف الثقافة الدينية و الإسلامية التي تتحملها مناهج التعليم و كذلك الإعلام و الفضائيات و الفتاوي التي تصدر من غير متخصصين و بدون دراية كاملة بالفقه الإسلامي الصحيح و غياب الفهم الصحيح للإسلام و ضرب فضيلته أمثلة رائعة لتعامل النبي محمد صلي الله عليه و سلم للأقباط و لغير المسلمين و كان أولها ما جاء في القرآن و السيرة النبوية أن أول من بشر بالنبي محمد صلي الله عليه و سلم هو المسيح عيسي بن مريم عليه السلام وذلك في القرآن و كان بحيرة الراهب الذي قابل النبي صلي الله عليه و سلم مع عمه أبو طالب و أشار إلي أن محمد سيكون له شأن و أنه النبي المنتظر لهذا الزمان وهذا المبشر هو راهب قبطي علي دين المسيح عليه السلام.

و كذلك ضرب مثلاً باستقبال النبي محمد صلي الله عليه و سلم لنصاري نجران في المسجد فأستقبلهم و أكرمهم و عاملهم معاملة طيبة و حتي عندما أرادوا إقامة شعائرهم جعلهم صلي الله عليه و سلم يقيمون شعائرهم في جانب من المسجد و لم يسلموا بعد و هذا ما دفعهم بعض ذلك لاعتناق الإسلام

و بين فضيلة الإمام شيخ الأزهر أن في ديننا يجوز زواج المسلم من قبطية و يحرم الإسلام علي الزوج المسلم إكراه زوجته القبطية علي ترك عقيدتها بل جعل من واجبات هذا الزوج حراستها لتذهب إلي الكنيسة لتؤدي شعائرها في أمان بل في حراسة زوجها المسلم حتى تعود

و أوضح فضيلته أن من عدل الإسلام و سماحته أن يعيش في بيت واحد زوج مسلم و زوجة مسيحية بيت يقوم علي المودة و الرحمة و الألفة و الحب و سماحة الإسلام

كما اشار فضيلته الى اذن النبى محمد صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة الى الحبشة لأن فيها ملك عادل وكان هذا الملك العادل هو النجاشى القبطى على دين المسيح عيسى عليه وعلى نبينا محمد الصلاة والسلام.

كان حواراً جاداً واعياً مخلصاً موفقاً من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب جزاه الله خيراً علي هذا00 و يا ليت قومي يعلمون 00 ونتساءل هل آن الاوان لنعلم ابناءنا نبع الاسلام الصافى من خلال دعم الازهر والاهتمام بالتربية الدينية من الحضانة الى الجامعة وعبر وسائل الاعلام المختلفة ولانتهكم على الدين والتدين فى الافلام والمسلسلات ثم نركز على القيم والاخلاق ونسمع الى كلام نبينا المعصوم صلى الله عليه وسلم (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق)00(اقربكم منى مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا00) وحينما زكاه ربه قال له صلى الله عليه وسلم (وانك لعلى خلق عظيم) 0000 ...........................................والله من وراء القصد................................................

سمع الحوار ولخصه

محمد ابو العينين

......................................................................................................................

ليست هناك تعليقات: